للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله تعالى: (وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ) وليس من الناس أحد يحب إبليس وذريته ويصادقهم؟

قلنا: المراد بالمولاة هنا إجابة الناس لهم فيما يأمرونهم به من المعاصي، ويوسوسون في صدورهم وطاعنهم إياهم، فالمولاة مجاز عن هذا لأنه من لوازمها.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: (وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) أي لم تجب الأصنام المشركين، فنفى عن الأصنام النطق، وقال تعالى في سورة النحل: (وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ)

يعنى فكذبتهم الأصنام فيما قالوا فأثبت لهم النطق فكيف الجمع بينهما؟

قلنا: المراد بقول تعالى هنا: (نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) أي نادوهم للشفاعة لكم أو لدفع العذاب عنكم، فدعوهم فلم يجيبوهم لذلك، فنفى عنهم النطق بالاجابة إلى الشفاعة ودفع العذاب عنهم.

وفى سورة النحل أثبت لهم النطق بتكذيب المشركين في دعوى عبادتهم، فلا تناقض بين المنفى والمثبت.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: "شركائى " وقال في سورة النحل:

<<  <   >  >>