للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاقرار بها.

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ) تشبيه فأين المشبه والمشبه به؟

قلنا: معناه أمض على ما رأيته صوابا من تنفيل الغزاة في قسمة الغنائم، وان كرهوا، كما مضيت في خروجك من بيتك للحرب بالحق وهم كارهون، وقيل: معناه فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فهو خير لكم وإن كرهتم، كما كان اخراجك من بيتك بالحق خيراً لهم وهم كارهون، وقيل: معناه أولئك هم المؤمنون حقا كما أخرجك

ربك من بيتك بالحق.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ)

وكلاهما متعذر لأنه تحصيل الحاصل؟

قلنا: المراد بالحق الايمان، وبالباطل الشرك، فاندفع السؤال.

* * *

فإن قيل: ما فائدة التكرار في قوله تعالى: (وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (٧) لِيُحِقَّ الْحَقَّ) ؟

قلنا: إنما ذكره أولا لبيان أن ارادتهم كانت متعلقة باختيار الطائفة التى كانت فيها الغنية، وإرادة الله تعالى باختيار الطائفة التى في قهرها نصرة الدين، فذكره أولا للتمييز بين الارادتين، ثم ذكره ثانيا لبيان الحكمة في قطع دابر الكافرين.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (نفَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى)

<<  <   >  >>