للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعكرمة وقتادة رضى الله عنهم المراد بلهو الحديث: الغناء وعن ألحسن رضى الله عنه مثله. وعنه أنه كل ما ألهى عن الله تعالى، وفى معنى يشترى قولان: أحدهما: أنه الشراء بالمال، والثانى: أنه

الاختيار كما مر، وقيل: الغناء منفدة للمال مفسدة للقلب مسخطة للرب؟

قلنا: جوابه أنهم يؤولون هذه الآية ونظائرها، وهذه الأحاديث ونظائرها فيصرفونها عن ظاهرها متابعة للهوى وميلا إلى الشهوات.

ولو نظروا بعقولهم فيما ينشأ عن جمعيات السماع في زماننا هذا من المفاسد لعلموا حرمته بلا خلاف بين المسلمين، فإن شروط إباحة السماع عند من أباح لا تجتمع في زماننا هذا على ما هو مسطور

فى كتب المشايخ، وأرباب الطريق، ولو اشتغلنا بتفصيل مفاسده وعدد شروطه عند من أباحه لخرجنا عن مقصود كتابنا هذا.

* * *

فإن قيل: كيف وقع قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ ... الآيتان) في أثناء وصية لقمان لابنه، وما الجامع بينهما؟

قلنا: هى جملة وقعت معترضة على سبيل الاستطراد تأكيداً لما في وصية لقمان من النهى عن الشرك.

* * *

فإن قيل: قول تعالى: (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) كيف اعترض بين الوصية

ومفعولها؟

قلنا: لما وصى بالوالدين ذكر ما تكابده الأم خاصة وتعانيه من المشاقة والمتاعب تخصيصاً لها بتأكيد الوصية وتذكيراً لغظيم حقها بأفرادها بالذكر، ومن هنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قال له من

<<  <   >  >>