للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلنا: المراد بالجناح المضموم هنا هو اليد اليمنى، والمراد بالجناح المضموم إليه في سورة طه ما بين العضد إلى الإبط من اليد اليسرى فلا تناقض بينهما.

* * *

فإن قيل: ما معنى قول تعالى: (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ) ؟

قلنا: لما هرب من الحية أمره الله تعالى أن يضم إليه جاحه ليذهب عنه الفزع، وإنما قال تعالى: "من الرهب" لأنه جعل الرهب الذي أصابه علة وسبباً لما أمر به من ضم الجناح، قال مجاهد: كل من

فزع من شيء فضم جناحه إليه ذهب عنه الفزع (وقيل: حقيقة ضم الجناح غير مراده بل هو مجاز عن تسكين الروع وتثبيت الجأش، قال أبو على: لم يرد به الضم بين الشيئين، وإنما أمر بالعزم والجد في الاتيان بما طلب منه، ومثله قولهم:

أشدد حيازيمك للموت...........

ليس فيه شد حقيقة، وقيل: في الآية تقديم وتأخير تقديره ولى مدبراً من الرهب.

* * *

فإن قيل: أي فائدة تفيد تصديق هارون لموسى عليهما السلام حتى قال: (فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي) ؟

قلنا: ليس مراده بقوله: "يصدقنى" أن يقول له: صدقت في دعوى الرسالة، فإن ذلك لا يفيده عند فرعون وقومه الذين كانوا لا يصدقونه مع وجود تلك الآيات الباهرة والمعجزات الظاهرة، بل

مراده أن يلخص حججه بلسانه، ويبسط القول فيها ببيانه، ويجادل

<<  <   >  >>