للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلنا: التقليل والتكثير في حالين مختلفين قلل الله المشركين في نظر المؤمنين أولا، والمؤمنين في نظر المشركين حتى اجترأت كل فئة على قتال صاحبتها، فلما التقتا كثر الله المؤمنين في نظر

المشركين حتى جبنوا وفشلوا فغلبوا أو كثر الله المشركين في نظر المؤمنين، وأراهم إياهم على ما هم عليه وكانوا في الحقيقة أكثر من المؤمنين، ليعلموا صدق ما وعدهم الله تعالى بقوله: (فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) .

فإن المؤمنين غلبوهم في هذه الغزوة وهى غزوة بدر مع أنهم كانوا أضعاف عدد المؤمنين.

وقيل: أرى الله المسلمين المشركين مثلى عدد المسلمين، وكانوا ثلاثة أمثالهم لكنه قللهم في أعين المسلمين وأراهم إياهم بقدر ما أعلمهم أنهم يفلبونهم، لتقوى قلوبهم بما سبق من الوعد إن المائة من المؤمنين

تغلب المائتين منهم.

* * *

فإن قيل: ما فائدة تكرار قوله: (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) في قوله: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) ؟

قلنا: الأول قول الله تعالى والثانى حكاية قول الملآئكة وأولى العلم.

وقال جعفر الصادق رضى الله عنه: الأول وصف والثانى تعليم أي قوله وأشهدوا كما شهدوا.

* * *

فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (وهم معرضون) في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) .

<<  <   >  >>