[سورة الحشر]
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ) والإيمان ليس مكاناً يتبوأ لأن معنى التبوء اتخاذ المكان منزلا؟
قلنا: فيه إضمار تقديره: وأخلصوا الإيمان كقول الشاعر:
علفتها تبناً وماء باردا...............
أى وصقيتها ماء بارداً، الثانى: أنه على ظاهره بغير إضمار ولكنه مجاز، فمعناه أنهم جعلوا الإيمان مستقراً مستوطناً لتمكنهم منه
واستقامتهم عليه، كما جعلوا دار الهجرة كذلك وهى المدينة.
فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ) بعد الإخبار بأنهم لا ينصرونهم وحرف الشرط إنما يدخل على ما يحتمل وجوده وعدمه؟
قلنا: معناه: ولئن نصروهم على الفرض والتقدير كقوله تعالى للنبى صلى الله عليه وسلم، (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) وقوله
تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) والله تعالى كما يعلم ما يكون قبل كونه، فهو يعلم ما لا يكون أنه لو كان كيف يكون.
فإن قيل: ما معنى قوله تعالى للمؤمنين: (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute