للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصديقين، والله تعالى قد حكم على كل مؤمن بكونه صدريقاً بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ؟

قلنا: قال ابن مسعود ومجاهد: كل مؤمن صديق، الثانى: أن الصديق

هو كثير الصدق، وهو الذي كل أقواله وأفعاله وأحواله صدق، فعلى هذا يكون المراد به بعض المؤمنين لا كلهم، وقد روى عن الضحاك أنها نزلت في ثمانية نفر سبقوا أهل الأرض في زمانهم إلى الإسلام.

وهم أبو بكر وعثمان وعلى وحمزة بن عبد المطلب وطلحة والزبير وسعد وزيد، وألحق بهم عمر رضى الله عنهم فصاروا تسعة.

* * *

[فإن قيل: كيف وصف سبحانه هؤلاء المذكورين بكونهم شهداء ومنهم من لم يقتل؟]

قلنا: معناه أن لهم أجر الشهداء، الثانى: أنه جمع شهيد بمعنى شاهد، فمعناه أنهم شاهدون عند ربهم على أنفسهم بالإيمان، الثالث: أنه مبتدأ

منقطع عما قبله لا معطوف عليه، معناه: والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)

والمسابقة من المفاعلة التى لا تكون إلا بين اثنين كقولك: سابق زيد عمراً؟

قلنا: قيل معناه سارعوا مسارعة المسابقين لأقرانهم في الميدان.

ويؤيد هذا القول مجيئه بلفظ المسارعة في سورة آل عمران، وقيل: سابقوا ملك الموت قبل أن يقطعكم بالموت عن الأعمال التى توصلكم

<<  <   >  >>