للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخاف زرمادا أن يكون عطاؤه

أداهم سودا ومحدرجة سمرا.

أراد بالأداهم القيود، وبالمحدرجة السياط، ووضعهما موضع العطاء.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا)

وهم لم ينتهوا عن الكفر، فكيف قال (وَإِنْ يَعُودُو) والعود إلى الشيء إنما يكون بعد تركه والإقلاع عنه؟

قلنا: معناه إن تنتهوا عن عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاربته يغفر لهم ما قد سلف من ذلك، وإن تعودوا إلى قتاله وعداوته فقد مضت سنة الأولين منهم الذين حاق بهم مكرهم يوم بدر، أو فقد مضت سنة الذين تحزبوا على أنبيائهم من الأمم الماضية، وقيل: معناه إن ينتهوا عن الكفر فالإيمان يغفر لهم ما قد سلف من الكفر والمعاصى، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم:

"الإسلام يجب ما قبله "، وإن يعودوا إلى الكفر بالارتداد بعد ما أسلموا فقد مضت سنة الأولين من الأمم في أخذهم بعذاب الاستئصال.

* * *

فإن قيل: الفائدة في تقليل الكفار في أعين المؤ منين ظاهرة، وهى زوال الرعب من قلوب المؤمنين، وتثبيت أقدامهم وزيادة اجترائهم على القتال، فما فائدة تقليل المؤمنين في أعين الكفار حتى قال الله

تعالى: (وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ) مع أن في ذلك يقال زوال الرعب من قلوب الكافرين وتثبيت أقدامهم وزيادة اجترائهم على القتال؟

قلنا: فائدته أن لا يستعد الكفار كل الاستعداد، وأن يجترئوا على

<<  <   >  >>