للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكن حراما علينا، فإن المتفرعة من الإنسان لا يحل له نكاحها؟

قلنا: المراد بهذا أنه خلق آدم ثم خلق منه حواء، كما قال

تعالى: (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)

الثانى: أن المراد من جنسكم كما قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) .

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ) عبر عن الأصنام بالواو والنون وهما من خواص من يعقل؟

قلنا: كان (فى) من يعبدونه من دون الله من يعقل كعزير

وعيسى والملآئكة عليهم الصلاة والسلام فغلبهم.

* * *

[فإن قيل: لما أفرد في قوله تعالى: "ما لا يملك " ثم جمع في قوله: " ولا يستطيعون "؟]

قلنا: أفرد نظراً إلى لفظ ما، وجمع نظراً إلى معناها، كما قال تعالى: (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (١٢) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ) فأفرد الضمير نظراً إلى لفظ ما، وجمع الظهور نظراً إلى معناها.

* * *

فإن قيل: ما فائدة نفى استطاعة الرزق بعد نفى ملكه والمعنى واحد،

<<  <   >  >>