للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عوض البريء في الآخرة ما هو خير وأبقى، الثالث: أن كل انسان مكلف، فهو ظالم إما لنفسه أو لغيره، لأنه لا يخلو عن ذنب صغير أو كبير، فلو أهلك الناس بذنوبهم لأهلك الدواب أيضاً لأنه إنما خلق

الدواب لمصالح الناس، فإذ أعدم الناس وقع استغناؤهم عن الدواب كلها.

* * *

[فإن قيل: لا نسلم أن غير الإنسان من لحيوان مخلوق لمصالح الإنسان، وسنده أنه كان مخلوقا قبل خلق الإنسان بالنقل عن]

الشريعة وغيرها، وقد جاء مصرحاً به في الحديث في باب الخلق من باب الأصول: سلمنا أنه مخلوق لمصلحة الإنسان لكن هلاك غير الإنسان معه يخفف عليه ألم المصيبة، لا سيما إذ كان الهالك معه من جنسه، ولهذا قيل المصيبة إذا عمت طابت، سلمنا أن إهلاكه

غيره معه مؤلم له، لكن لو كان إهلاكه معه لأنه خلق لمصلحته فأُهلك تبعاً لاستغنائه عنه أو لزيادة الإيلام فالنبات أيضا خلق لمصلحته على قولكم فلم كان إهلاك الحيوان عقوبة للإنسان أولى من إهلاك النبات.

ولم يقل ما ترك عليها من دابة ونبات أو من شيء؟

قلنا: الجواب عن الأول قوله تعالى: (خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) وخلقه قبل الإنسان لا ينفى خلقه لمصلحة الإنسان، كما يعد عظماء الناس الدور والقصور والخدم والحشم والدواب والثياب لأولادهم وأولاد أولادهم قبل وجودهم، (وعن) الثانى:

<<  <   >  >>