للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فإن قيل إذا كان الجواب هذا فما فائدة تخصيص الدابة بالذكر او تخصيص الشيء الحي؟]

قلنا: إنما خص بالذكر لأن القدرة فيه أظهر وأعجب منها في الجماد وغيره.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ) وقال تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ) وهى مما لايعقل؟

قلنا: لما كان أسم الدابة يتناول المميز وغيره غلب المميز على غيره فأجرى عليه لفظه.

* * *

فإن قيل: كيف قال الله تعالى: (مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ) وذلك إنما يسمي زحفاً لا مشيا ولا يسمي مشياً إلا ما كان بقوائم؟

قلنا: هو مجاز بطريق المشابهة، كما يقال مشي هذا الأمر، وفلان لا يتمشي له أمر، وفلان ماشي الحال. فإن قيل: كيف أمر الله تعالى بالاستئذان للأطفال الذين لم يبلغوا الحلم بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ) اي من الأحرار؟ قلنا: هو في المعني أمر للاباء والأمهات بتأديب الأطفال وتهذيبهم لا للأطفال.

<<  <   >  >>