للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قيل: ما معنى قوله عليه السلام: (سيهدين) وهو كان مهتدياً؟

قلنا: معناه سيثبنى على ما أنا عليه من الهدى، ويزيدنى هدى، وقيل: معناه سيهدين إلى الجنة، وقيل: إلى الصواب في جميع

أحوالى، ونظيره قول موسى عليه السلام: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) .

* * *

فإن قيل: كيف شاور إبراهيم ولده عليهما السلام في ذبحه بقوله: (فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) مع أنه كان حتما على إبراهيم لأنه أمر بد، لأن معنى قوله: (إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ)

أنه أمر بذبحه في المنام، ورؤيا الأنبياء وحق فإذا رأوا شينئاً في المنام فعلوه في اليقظة كذا قاله قتادة، والدليل على أن منامه كان وحياً بالأمر بالذبح قوله: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) ؟

قلنا: لم يشاوره ليرجع إلى رأيه في ذلك، ولكن ليعلم ما عنده من الصبر فيما نزل به من بلاء الله تعالى فيثبت قدمه إن جزع ويأمن

عليه الزلل إن صبر وسلم، ويعلم القصة فيوطن نفسه على الذبح ويهونه عليها، فيلقى البلاء وهو كالمستأنس به، ويكتسب الثواب

بالانقياد لأمر الله تعالى قبل نزوله، وليكون سنة في المشاورة فقد قيل: لو شاور آدم الملآئكة في أكل الشجرة لما فرط منه ذلك.

<<  <   >  >>