للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معجزة موسى عليه الصلاة والسلام فكيف قال تعالى: (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ)

قلنا: لما زالت كل شبهة لهم بما عاينوا من آيات الله تعالى على يد نبيه، أضطرهم ذلك إلى مبادرة السجود، فصاروا من غاية المبادرة كأنهم ألقوا للسجود تصديقا لله تعالى ولرسوله.

* * *

فإن قيل: كيف قال الله تعالى هنا حكاية عن السحرة الذين آمنوا وعن فرعون: (قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)

إلى قول تعالى: (وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) ثم حكى عنهم هذا المعنى في سورة طه وسورة الشعراء بزيادة ونقصان في الألفاظ المنسوبة إليهم، وهذه الواقعة ما وقعت إلا مرة واحدة، فكيف اختلفت عبارتهم فيها؟

قلنا: الجواب عنه أنهم إنما تكلموا بذك بلغتهم لا باللغة العربية:

وحكى الله تعالى ذلك عنهم باللغة العربية مراراً، لحكمة اقتضت التكرار والإعادة، نبينهما في سورة الشعراء إن شاء الله تعالى فمرة حكاه مطابقاً للفظهم في الترجمة رعاية للفظ، وبعد ذلك حكاه بالمعنى جرياً على عادة العرب في التفنن في الكلام والمخالفة بين أساليبه لئلا يمل إذا تمحض تكراره.

* * *

فإن قيل: كيف قالوا: (مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا)

سموها آية ثم قالوا: "لتسحرنا بها"؟

<<  <   >  >>