للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليهم، وقد تكرر هذا المعنى في القرآن كثيراً.

* * *

فإن قيل: كيف قال: (وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) .

وظلام صيغة مبالغة من الظلم، ولا يلزم منه نفى الظالم، وعلى العكس يلزم فهلا قال: ليس بظالم ليكون أبلغ في نفى الظلم عن ذاته المقدسة؟

قلنا: صيغة المبالغة جىء بها لكثرة العبيد لا كثرة الظلم كما قال تعالى: (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) .

وقال: (عالم الغيب) و (عَلَّامُ الْغُيُوبِ) .

لما أفرد المفعول لم يأت بصيفة المبالغة.

ولما جمعه أتى بصيغة المبالغة، ونظيره قولهم: زيد ظالم لعبده، وعمرو ظلام لعبيده فهما في الظلم سيان، وكذا قال تعالى: (مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ) فشدد لكثرة الفاعلين لا لتكرار الفعل.

والثانى: أن العذاب من العظيم القدير الكثير العدل لولا سبق الجناية يكون أفحش وأقبح من الظلم ممن ليس عظيم القدر (كثير) العدل فيطلق

عليه اسم الظلام باعتبار زيادة قبح الفعل منه لا باعتبار تكرره، فحاصله أن صيغة المبالغة (تارة) تكون باعتبار زيادة ذات الفعل

<<  <   >  >>