بالرسول لاتبعتم الشيطان في الكفر وعبادة الأصنام وغير ذلك إلا قليلا منكم كقيس بن ساعدة وورقة بن نوفل ونحوهما، فأنهم لولا
الفضل والرحمة بالرسول لما اتبعوا الشيطان لفضل ورحمة خصهم
الله تعالى بها غير إرسال الرسول وهو زيادة الهداية ونور البصيرة.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) .
مع أنه لاتفاوت بين صدق وصدق في كونه صدقاً كما في القول والعلم لا يقال هذا القول أقول، ولا هذا العلم أعلم ولا هذا الصدق أصدق لأن الصدق عبارة عن الإخبار المطابق للواقع، ومتى ثبت أنه مطابق للواقع لا
يحتمل الزيادة والنقصان؟
قلنا: أصدق هنا صفة للقائل لا صفة للقول، والقائلان متفاوتان