للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلنا: الإشارة إلى كل ما هو منهى عنه من جميع ما ذكر من قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) إلى هذه الآية، لا إلى جميع ما ذكر، فإن فيه حسناً وسيئاً، وقال أبو على: هو إشارة إلى قوله تعالى: "ولا تقف" وما بعده لأنه لا حسن فيه.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) وقوله: "من فيهن " يتناول الآدميين كلهم، والمراد به العموم كما هو مقتضى الصيغة بدليل تأكيده بقوله تعالى بعده: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) . والتسبيح هو التنزيه من كل ما لا يليق بصفات جلاله وكماله، والكفار يضيفون اليه الزوج والولد

والشريك وغير ذلك فإين تسبيحهم؟

قلنا: الضمير في قوله تعالى: "ومن فيهن " راجع إلى السموات فقط، الثانى: أنه راجع إلى السموات والأرض والمراد بقوله تعالى: "ومن فيهن " يعنى من المؤمنين، فيكون عاماً أريد به الخاص، وعلى هذا يكون المراد بالتسبيح المسند إلى (من فيهن) التسبيح بلسان المقال، الثالث: أن المراد به التسبيح بلسان الحال، حيث يدل على وجود الصانع وعظيم قدرته ونهاية حكمته، فكأنها تنطق بذلك وتنزهه عما لا يجوز عليه ولا يليق به من السوء، ويؤيده قوله تعالى بعده: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) والتسبيح العام لجميع الموجودات إنما هو التسبيح بلسان الحال.

<<  <   >  >>