للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثانى: معناه أنه ليس له أن يقتله مع تيقن إيمانه، بل له أن يقتله إذا غلب على ظنه أنه ليس

بمؤمن، وهو في صف المشركين وإن كان في نفس الأمر مؤمناً.

* * *

فإن قيل: كيف يقال: إن أهل الكبائر من المؤمنين لا يخلدون فى

النار والله تعالى يقول: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) ؟

قلنا: معناه متعمداً قتله بسبب إيمانه، والذى يفعل ذلك يكون كافرا.

الثانى: أن المراد بالخلود طول المكث، لأن الخلود إذا لم يؤكد بالأبد

يطلق على طول المكث، كما يقول خلد السلطان فلانا في الحبس إذا اطال حبسه.

* * *

فإن قيل: كيف قال: (فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً) . ثم قال: (وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥) دَرَجَاتٍ مِنْهُ) ؟

قلنا: المراد بالأول التفضيل على القاعدين عن الغزاة بعذر، فإن

لهم فضلا لكونهم مع الغزاة بالهمة والعزيمة والقصد الصالح، ولهذا

قال: (وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) . يعنى الجنة أي كلا من

<<  <   >  >>