للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"شركائهم"؟

قلنا: قوله تعالى: "شركائى" معناه في زعمكم واعتقادكم، ولهذا قال: "شركائى الذين زعمتم " أو أخرجه مخرج التهكم بهم كما قال المشركون للنبى صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) وقوله تعالى: "شركاءهم " يعنى آلهتهم التى جعلوها شركاء، فأضافتها إلى الله تعالى لجعلهم إياها شركاء له.

وإضافتها إليهم لجعلهم: إياها شركاء، والإضافة تصح بأدنى ملابسه لفظية أو معنوية فصحت الإضافتان.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (نسيا حوتهما) والناسى إنما كان يوشع وحده بدليل قوله لموسى عليه الصلاة والسلام معتذراً: (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ) أي قصة الحوت وخبره: (وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) ؟

قلنا: أضيف النسيان إليهما مجازاً، والمراد أحدهما قال الفراء: نظيره قوله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) وإنا يخرج من البحر المالح لا من العذب وقيل: نسى موسى عليه الصلاة والسلام تفقد الحوت، ونسى يوشع أن يخبره خبره، وذلك أنه كان حوتاً مملوحاً في مكتل قد تزوداه، فلما أصبابه من ماء عين الحوت

<<  <   >  >>