للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للحديث المتفق عليه، من حديث ابن عمر مرفوعاً: «الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ العَصْرِ، كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالِه» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "يَتِرَكُمْ" "وَتَرْتُ الرَّجُلَ إِذَا قَتَلْتَ لَهُ قَتِيلا أَوْ أَخَذْتَ لَهُ مَالاً" (١)، وكذا الاستغفار بنية التوفيق فيه، قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ ئج ئح ئم يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: ١٠ - ١٢] أما كيفية الاستغفار فهو باللسان مع صدق الإخلاص والإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة له، وإلا كان استغفاراً يحتاج إلى استغفار كما يراه أهل العلم، وهذا هو الأصل في إجابة المغفرة (٢).

ومن تلك الطرق كذلك: بذل النفقة الواجبة، كالنفقة على الزوجة والأولاد والتوسيع عليهم فإنه مجلبة للرزق، والزكاة، والصدقة؛ لأن ذلك يورث الشعور بالرضى والقناعة.

(١) ثمة عوامل تساعد على الحصول على المال، كدقة الرؤية، ووضوحها: "ماذا أريد أن أكون لأحصل على المال"، ثم ثبات العزيمة، والإصرار، وقوة الإيمان بأن الله سيتفضل به عليه، ثم الشكر والعرفان لله بهذا الفضل، المترجم بالنفقة على النفس وعلى المقربين منه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ اللَّهَ يُحِبَّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ» (٣)، وكذلك الحديث المروي عن زُهَيْرِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ


(١) البخاري، صحيح البخاري، مع فتح الباري شرح صحيح البخاري، بتحقيق الشيخ ابن باز، نشر رئاسة الإفتاء بالرياض ١٣٧٩ هـ، كتاب الصلاة، ٢/ ٣٠، و: مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، إشراف حسن قطب، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، نشر دارعالم الكتب بالرياض، الطبعة الأولى ١٤٢٤ هـ، ٥/ ١٢٨.
(٢) القرطبي، تفسير القرطبي، ١٨/ ٣٠٣.
(٣) الترمذي، سنن الترمذي، ٥/ ١٢٣، ح ٢٨١٩، وقال: هذا حديث حسن، وقال الألباني: حسن صحيح. انظر تخريج الحديث والحكم عليه: الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها، ٢/ ٢١٠ - ٢١١، ح ١٣٢٠.

<<  <   >  >>