حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما تقدم في حديثهم (ص ١٩٧) - وفي الباب عن علي- وقد تقدم (ص ١٨٠) - برواية أهل " السنن " وغيرهم، إلا الترمذي. وقد أخرجه هو أيضاً (٢/٢٥١ - ٢٥٢ - طبع بولاق) ، وقال: " حسن صحيح ". وعن أبي هريرة بإسناد ضعيف - وقد مضى (ص ١٩٣) -؛ لكن رواه أبو داود بلفظ آخر بإسناد صحيح - كما سيأتي في (الرفع من الركوع) [ص ٦٧٤]-. وفي هذه الأحاديث: أن الرفع يكون حذو المنكبين، والمراد أن تحاذي راحتاه منكبيه. وبه قال عمر بن الخطاب وابنه وأبو هريرة - كما ذكره البيهقي -، وهو قول الشافعي في " الأم " - وقد ذكرنا نص كلامه فيما سبق (ص ١٩٦) -، وإليه ذهب أصحابه، وهو مذهب مالك، وأحمد، وإسحاق، وابن المنذر - كما في " المجموع " (٣/٣٠٧) -. وذهب أبو حنيفة إلى أنه يكون حذو أذنيه، ودليله ما سيأتي. وعن أحمد رواية: أنه يتخير بينهما، ولا فضيلة لأحدهما على الآخر. وحكاه ابن المنذر عن بعض أهل الحديث، واستحسنه. قلت: وهذا هو الحق؛ فالكل سنة، وإليه مال كثير من علمائنا المحققين؛ كعلي القاري، والسندي الحنفي، ويأتيك نص كلامه في ذلك قريباً. (٢) قاله مالك بن الحويرث. أخرجه مسلم، وأصحاب " السنن " وغيرهم - وقد تقدم لفظه قريباً (ص ١٩٨) -.