واستدل على ذلك برواية الليث المذكورة. قال: " وهذا الذي أعله به ليس بعلة؛ فقد رواه الترمذي من طريق ابن أبي مليكة عن أم سلمة بلا واسطة، وصححه، ورجحه على الإسناد الذي فيه يعلى بن مملك ". قلت: وأخطأ الحافظ رحمه الله في موضعين: الأول: قوله: " وصححه ". وإنما صحح حديث الليث؛ الذي فيه يعلى هذا. والآخر: قوله: " ورجحه ... " إلخ. وإنما رجح الترمذي حديث الليث هذا على حديث ابن جريج - كما سبق نص كلامه في ذلك -؛ فتنبه. ثم إن لابن جريج في هذا الحديث لفظاً آخر عند الإمام أحمد (٦/٣٢٣) ؛ قال: ثنا عفان: قال: ثنا همام: ثنا ابن جريج به: أن قراءة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت، فوصفت: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ؛ حرفاً حرفاً، قراءة بطيئة. قطع عفان قراءته. وأخرجه البيهقي (٢/٥٣) من هذا الوجه، وزاد: ومد بكل حرف صوته. ورواه (٢/٤٤) من طريق أخرى عن همام نحوه. (١) بدليل قول راوية الحديث: كان يقطع قراءته آية آية. وهذا مطلق غير مقيد بـ: {الفَاتِحَة} ، وإنما تلتها على سبيل المثال؛ لا على طريق التحديد. قال في " الزاد " (١/١٢٥) :