بعض القراء إلى تتبع الأغراض، والمقاصد، والوقوف عند انتهائها. واتباع هدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنته أولى؛ وممن ذكر ذلك البيهقي في " شعب الإيمان " وغيره، ورجح الوقوف على رؤوس الآي؛ وإن تعلقت بما بعدها ". وقال الشيخ علي القاري: " أجمع القراء على أن الوقف على الفواصل وقف حسن؛ ولو تعلقت بما بعدها ". (١) بالقصر، وهي قراءة بعض القراء، وقرأ آخرون: {مَالِكِ} . قال الحافظ ابن كثير (١/٢٤) : " وكلاهما صحيح متواتر في السبع، ويقال: {مَلِْكِ} بكسر اللام وبإسكانها. ويقال: {مليك} أيضاً. وأشبع نافع كسرة الكاف؛ فقرأ: {مَلِكِي يَوْمِ الدِّينِ} ، وقد رجح كلاً من القراءتين مرجحون من حيث المعنى - وكلاهما صحيحة حسنة -، ورجح الزمخشري: {مَلِكِ} ؛ لأنها قراءة أهل الحرمين، ولقوله: {لِمَنِ المُلْكُ اليَوْمَ} . قال: " وقد روى أبو بكر بن أبي داود في ذلك شيئاً غريباً؛ حيث قال: ثنا أبو عبد الرحمن الأزدي: ثنا عبد الوهاب عن عدي بن الفضل عن أبي المُطَرِّف عن ابن شهاب أنه بلغه: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، وابنه يزيد كانوا يقرؤون: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} . قال ابن شهاب: وأول من أحدث: {مَلِكِ} مروان. قلت: مروان عنده علم بصحة ما قرؤوه؛ لم يطلع عليه ابن شهاب. والله أعلم. وقد روي من طرق متعددة أوردها ابن مردويه: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرؤها: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} . اهـ. قلت: وحديث الزهري هذا، رواه أبو داود أيضاً - كما سيأتي - بإسناد أصح من