هذا أقوى أدلتنا في إثباتها ". قلت: وهو كما قالوا، ولكنه لا يدل على ما ذهبوا إليه من كونها آية من {الفَاتِحَة} - كما لا يخفى -، وقد بسط القول في هذا الموضوع العلامة أحمد محمد شاكر في تعليقه على " الترمذي " بتحقيق وإنصاف. فراجعه (٢/١٩ - ٢٥) ؛ فإنه مهم. (١) أي: عظمني. (٢) فيه دليل على أن: {اهْدِنَا} ، وما بعده، إلى آخر السورة: ثلاث آيات، لا آيتان. وفي المسألة خلاف مبني على أن البسملة من {الفَاتِحَة} أم لا؛ فمذهب الشافعية وغيرهم أنها آية من {الفَاتِحَة} - كما سبق -، و: {اهْدِنَا} ، وما بعده: آيتان. ومذهب مالك وغيره - ممن يقول أنها ليست من {الفَاتِحَة} - يقول: {اهْدِنَا} وما بعده: ثلاث آيات؛ بدليل هذه الرواية. واحتج الأولون برواية مسلم: " هذا لعبدي ". وقد عرفت الحق في ذلك مما ذكرنا قريباً. (٣) هو من تمام حديث أبي هريرة الذي قبله (١) [ص ٣١٠] ، وقد تقدم تخريجه، وبيان طرقه، وهذه التتمة إنما جاعت من الطريقين الأولين عند الشيخين وغيرهما، والسياق للإمام مالك، والزيادتان من مسلم وغيره.