للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم نهاهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن القراءة كلها في الجهرية، وذلك حينما " انصرف من

صلاةٍ جهرَ فيها بالقراءة (وفي رواية: أنها صلاة الصبح) ، فقال:

" هل قرأ معي منكم أحد آنفاً؟! ".

فقال رجل: نعم؛ أنا يا رسول الله! فقال:

" إني أقول: ما لي أُنازَع (١) ؟! ".

[قال أبو هريرة:] فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما جهر

فيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [وقرؤوا

في أنفسهم سرّاً فيما لا يجهر فيه الإمام] (*) " (٢) .


وأما المذاهب الأخرى؛ فيأتي قريباً ذكر أدلتها.
(١) قال الخطابي:
" معناه: أُدَاخَلُ في القراءة وأُغَالَبُ عليها. وقد تكون المنازعة بمعنى المشاركة
والمناوبة؛ ومنه منازعة الناس في النِّدام ".
قلت: والأنسب في هذا المقام: المعنى الآخر، وهو المشاركة؛ بدليل انتهائهم عن
القراءة. ولو كانوا فهموا أنه المعنى الأول؛ لانتهوا عن المداخلة فقط.
(*) الزيادتان من " صفة الصلاة " المطبوع (ص ٩٩) .
(٢) هو من حديث ابن شهاب الزهري عن ابن أُكيْمة عن أبي هريرة رضي الله
عنه.
أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انصرف ... الحديث.
أخرجه عنه مالك (١/١٠٨) ، ومن طريقه محمد في " موطئه " (٩٠ - ٩١) ،
والبخاري في " جزئه " (٢٢) ، وأبو داود (١/١٣١) ، والنسائي (١/١٤٦) ، والترمذي

<<  <  ج: ص:  >  >>