الأقربية في حال السجود بملاحظة استجابة الدعاء؛ كما يقتضيه: " فأكثروا الدعاء "، وهو لا ينافي أفضلية القيام. والله أعلم ". وقد اختلف العلماء في القيام والسجود: أيهما أفضل؟ فذهب أبو حنيفة وصاحباه - كما في " الطحاوي " (١/١٧٦ و ٢٧٥ - ٢٧٦) -، والشافعية وغيرهم إلى أن القيام أفضل؛ لهذا الحديث، وأدلة أخرى ذكروها. وخالفهم آخرون؛ فقالوا: السجود أفضل؛ للحديث الذي أورده السندي، ويأتي في (السجود) . وتوسط قوم؛ فقالوا بالأول ليلاً، وبالثاني نهاراً. قال السندي في " حاشيته على النسائي ": " وهو الأوفق بفعله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". اهـ. قال ابن القيم في " الزاد " (١/٨٤) - بعد أن ساق الأقوال الثلاثة وأدلتها -: " وقال شيخنا: الصواب أنهما سواء، والقيام أفضل بذكره - وهو القراءة -، والسجود أفضل بهيئته؛ فهيئة السجود أفضل من هيئة القيام، وذِكْرُ القيام أفضل من ذِكْرِ السجود، وهكذا كان هدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فإنه كان إذا أطال القيام؛ أطال الركوع والسجود. وكان إذا خفف القيام؛ خفف الركوع والسجود ". (١) أخرجه أبو داود (١/١٤١) ، ومن طريقه البيهقي (٢/٣١٠) عن شعبة عن موسى بن أبي عائشة قال: كان رجل يصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ المَوْتَى} ؛ قال: سبحانك! فبلى. فسألوه عن ذلك؟ فقال: سمعته من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه ابن أبي حاتم.