للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

..............................................................................


قالت: فما صلاها بعد حتى لقي الله. وقال:
" حديث حسن صحيح ".
الطريق الثاني: عن أنس عنها قالت:
صلى بنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيته - متوشحاً في ثوبٍ - المغرب فقرأ: {المُرْسَلَات} .
ما صلى صلاةً بعدها حتى قُبض صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه النسائي، والطحاوي (١/١٢٥) ، وأحمد (٦/٣٣٨) عن موسى بن داود: ثنا
عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن حُميد عنه.
وهذا سند صحيح على شرط مسلم.
وقد جاء في " البخاري " (٢/١٣٧) وغيره من حديث عائشة أن الصلاة التي صلاها
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأصحابه في مرض موته كانت الظهرَ.
وقد [جمع] الحافظ بين هذا، وبين حديث أم الفضل هذا بأن الصلاة التي حَكَتْها
عائشةُ كانت في المسجد، والتي حَكَتْها أُمُّ الفضل كانت في بيته - كما في الطريق
الثاني -.
ثم أَوَّلَ حديث ابن إسحاق - المذكور آنفاً - بأن معناه: خرج إلينا من مكانه الذي
كان راقداً فيه إلى من في البيت، فصلى بهم.
قلت: وهذا جمعٌ حسنٌ؛ لكن ابن إسحاق يخطئ أحياناً، وقد تفرد بذكر الخروج
فيه دون جميع الثقات الذين رووه عن الزهري؛ فلا يقوى حينئذٍ لمعارضة رواية أنس
الصحيحة، وبالتالي لا حاجة إلى الجمع بينهما كما لا يخفى -.
والحديث دليل - كغيره - على استحباب قراءة طِوَالِ المفصل أحياناً في المغرب - كما
سبق في الذي قبله -.

<<  <  ج: ص:  >  >>