وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} . وفي الحديث دلالة على جواز الدعاء في الركوع، ولا يعارضه الحديث الآتي: " فأما الركوع؛ فعظموا فيه الرب، وأما السجود؛ فاجتهدوا في الدعاء، فَقَمِنٌ أن يستجاب لكم ". فإنه بمفهومه يدل على اختصاص الركوع بالتعظيم، والمفهوم إذا عارضه منطوق - كهذا الحديث -؛ لا يعمل به - كما تقرر في الأصول -؛ ولذلك قال الحافظ في " الفتح " (٢/٢٢٤) : " لكنه لا مفهوم له؛ فلا يمتنع الدعاء في الركوع، كما لا يمتنع التعظيم في السجود ". ثم قال (٢/٢٣٨) : " قال ابن دقيق العيد: يؤخذ من هذا الحديث إباحة الدعاء في الركوع، وإباحة التسبيح في السجود، ولا يعارضه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أما الركوع؛ فعظموا فيه الرب ... " الحديث. قال: ويمكن أن يُحْمَلَ حديث الباب على الجواز، وذلك على الأولوية، ويحتمل أن يكون أمر في السجود بتكثير الدعاء؛ لإشارة قوله: " فاجتهدوا ". والذي وقع في الركوع من قوله: " اللهم! اغفر لي ". ليس كثيراً؛ فلا يعارض ما أمر به في السجود ". انتهى.