حديث أبي سعيد الخدري، وأبي موسى الأشعري. وقد سبق تخريجها قريباً. وروى البيهقي (٢/٩٦) القول بها عن علي بن أبي طالب من طريق أبي إسحاق عن الحارث عنه. وبالجملة؛ فمجيء هذه الرواية من هذه الطرق المختلفة عن هؤلاء الصحابة مما يبعد القول بعدم صحتها - كما فعل ابن القيم - كلَّ البعد. وأما قول الشوكاني - بعد أن حكى كلام ابن القيم (٢/٢١٠) -: " وأقول: قد ثبت الجمع بينهما في " صحيح البخاري " في (باب صلاة القاعد) من حديث أنس بلفظ: " وإذا قال: (سمع الله لمن حمده) . فقولوا: (اللهم ربنا! ولك الحمد) ". وقد تطابقت على هذا اللفظ النسخ الصحيحة من " صحيح البخاري ". كذا قال! ولم أجده بهذا اللفظ في شيء من النسخ المطبوعة، وإنما هو في الباب المذكور (٢/٤٦٧) بلفظ: " ربنا! ولك الحمد ".. بدون: " اللهم! ". وكذلك ورد في (باب إنما جعل الإمام ليؤتم به) من " صحيحه " (٢/١٤٣) ، وعليه مشى الحافظ في " شرحه "، ولم يُشِرْ أدنى إشارة إلى هذه الزيادة من حديث أنس. وكذلك ورد الحديث بدون الزيادة في " صحيح مسلم " (٢/١٨) ، و " سنن أبي داود " (١/٩٨) ، والنسائي (١/١٦٢) ، والترمذي (٢/١٩٤) ، والدارمي (١/٣٨٧) ، وابن ماجه (١/٣٧٤) ، ومالك (١/١٥٥) وغيرهم. وقد مضى الحديث في (الصلاة قاعداً) - فلعل النُّسخَ التي أشار إليها الشوكاني