كان يرفع يديه في الركوع والسجود. وهذا أعم من الأول؛ لتناوله الرفع عند السجود، وعند الرفع منه. ٤- حديث عبد الله بن عمر: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يرفع يديه عند التكبير للركوع، وعند التكبير حين يهوي ساجداً. قال الهيثمي: " رواه الطبراني في " الأوسط ". وإسناده صحيح ". قلت: ورواه ابن حزم (٤/٩٣) من طريق عبد الوهاب الثقفي عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة، وإذا ركع، وإذا قال: (سمع الله لمن حمده) ، وإذا سجد، وبين الركعتين؛ يرفعهما إلى ثدييه. وهذا سند صحيح، لا داخلة فيه - كما قال ابن حزم -، وهو موقوف؛ ولكنه في حكم المرفوع؛ لأن ابن عمر قد روى عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان لا يرفع في السجود - كما سبق في (التكبير) -؛ فلولا أنه ثبت عند ابن عمر من طريق غيره من الصحابة عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يرفع يديه في هذه المواطن؛ لما رجع إليه ابن عمر وعمل به، وهذا واضح لا يخفى. والحمد لله. ويؤيد ذلك أن عبد الله العمري رواه عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: إذا ركع، وإذا سجد.