للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

..............................................................................


لم تثبت عدالته. وابن القطان تبع ابن حزم في إطلاق التجهيل على من لا يَطَّلِعُون على
حاله. وهذا الرجل بصري شهير، وهو ولد عبيد الله القاضي المشهور ". اهـ.
وأعله البيهقي بما فيه من الوجادة. وهذه ليست بعلة قادحة؛ فقد أجاز الشافعي وغيره
العمل بالوجادة - كما هو مذكور في مصطلح الحديث -، وذكرنا شيئاً منه في كتابنا " نقد
التاج " رقم (٨٤) ، ولذلك لما ذكر الحديث الحافظ في " الدراية " (٦٨) ؛ ما أعله إلا بقوله:
" وفيه جهالة ". يعني: جهالة أحمد بن عبيد الله المذكور، على أن الحافظ لم يرتضِ - كما
يُستشمّ من كلامه السابق - إطلاق الجهالة عليه كما فعل ابن القطان وغيره. والله أعلم.
وللحديث متابعة أخرى؛ فأخرجه البيهقي (٢/١٠ - ١١) عن محمد بن عبيد الله
العَرْزَمي عن عطاء به نحوه.
والعرزمي: ضعيف.
وللحديث شواهد:
منها: ما أخرجه الترمذي (٢/١٧٦) ، وابن ماجه (١/٣١٩) والدارقطني،
والطيالسي (١٥٦) ، وعنه البيهقي من طريقين عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن
عامر بن ربيعة عن أبيه نحوه.
ورجاله عند الطيالسي رجال مسلم، غير عاصم هذا؛ فهو ضعيف لسوء حفظه.
فمثله لا بأس به في المتابعات.
ومنها: ما أخرجه الطبراني في " الأوسط " من حديث معاذ بن جبل بنحو حديث
جابر. قال الهيثمي (٢/١٥) :
" وفيه أبو عبلة والد إبراهيم، ذكره ابن حبان في " الثقات "، واسمه: شمر بن يقظان ".
ومنها: ما رواه ابن مردويه في " تفسيره " أيضاً من حديث الكلبي عن أبي صالح عن ابن
عباس بنحو حديث عامر بن ربيعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>