" صحيح الإسناد؛ إلا أن الشيخين لم يخرجا عن حُميد الأعرج الكوفي، إنما اتفقا على إخراج حديث حُميد بن قيس الأعرج المكي ". وتعقبه الذهبي بقوله: " قلت: حميد: متروك ". وفي " التقريب ": " يقال: هو ابن عطاء - أو: ابن علي، أو غير ذلك -: ضعيف ". قلت: وهو متفق على تضعيفه؛ لم نر أحداً وثقه، فالظاهر أن البزار رواه من غير طريقه، وإلا؛ فكيف يقول الهيثمي: " ورجاله ثقات " (*) ؟! على أنه قد ساق له شاهداً من حديث عائشة قالت: كانت ليلتي من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانْسَلَّ، فظننت أنه انْسَلَّ إلى بعض نسائه؛ فخرجت غَيْرَى، فإذا أنا به ساجداً كالثوب الطريح، فسمعته يقول: " سجد لك سوادي، وخيالي، وآمن بك فؤادي، رب! هذه يدي، وما جنيت على نفسي يا عظيم! تُرجى لكل عظيم؛ فاغفر الذنب العظيم ". قالت: فرفع رأسه فقال: " ما أخرجك؟ ". قالت: ظنّاً ظننته. قال: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} ؛ فاستغفري الله. إن جبريل أتاني، فأمرني أن أقول هذه الكلمات التي سمعت، فقوليها في سجودك؛ فإنه من قالها؛ لم يرفع رأسه حتى يُغفر - أظنه قال: - له ". رواه أبو يعلى.