للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و " كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضع حَدَّ (١) مَرْفقِهِ الأيمن على فخذه اليمنى " (٢) .


(١) في " النهاية ":
" لكل حرف حدّ. أي: نهاية. ومنتهى كل شيء حدُّه ".
قلت: وكأن المراد أنه كان لا يُجافي مَرْفِقَهَ عن جنبه في هذا الجلوس؛ لأنه لو
جافى؛ لم يكن نهاية مَرْفِقِهِ على فخذه؛ بل يكون خارجاً عنه.
ثم رأيت ابن القيم رحمه الله قد صرح بذلك في " الزاد " (١/٩٢) ، ونص كلامه:
" وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبسط ذراعه على فخذه، ولا يجافيها، فيكون حد مرفقه عند آخر
فخذه، وأما اليسرى؛ فممدودة الأصابع على الفخذ اليسرى ".
(٢) هو من حديث وائل بن حجر قال:
قلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كيف يصلي.
فقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستقبل القبلة، فرفع يديه حتى حاذتا بأذنيه، ثم أخذ
شماله بيمينه، فلما أراد أن يركع؛ رفعهما مثل ذلك، ووضع يديه على ركبتيه، فلما رفع
رأسه من الركوع؛ رفعهما مثل ذلك، فلما سجد؛ وضع رأسه بذلك المنزل من يديه، ثم
جلس، فافترش رجله اليسرى، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وحدَّ مرفقه
الأيمن على فخذه اليمنى، وقبض ثنتين وحلق، ورأيته يقول هكذا - وأشار بشر بالسبابة
من اليمنى، وحلق الإبهام والوسطى -.
أخرجه أبو داود (١/١١٥) ، والنسائي (١/١٨٦) من طريق بِشْر بن المُفَضَّل قال: ثنا
عاصم بن كُلَيب عن أبيه عنه.
وقد تابعه زهير بن معاوية، وعبد الواحد بن زياد - عند أحمد (٢/٣١٦ و ٣١٨) -،
وزائدة - عند النسائي -، وغيرهم -؛ ثلاثتهم عن عاصم به.

<<  <  ج: ص:  >  >>