وذلك يفيد أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقنت قبل هذه الواقعة، وليس كذلك؛ فقد ورد أنه قنت أيضاً في غزوة أحد؛ كما روى البيهقي في " المعرفة " - على ما في " نصب الراية " (٢/١٢٩) - عن عمر بن حمزة عن سالم عن ابن عمر قال: صلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الصبح يوم أحد، فلما رفع رأسه من الركعة الثانية؛ قال: " سمع الله لمن حمده. اللهم! العن أبا سفيان، وصفوان بن أمية، والحارث بن هشام ". فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} . قلت: ومن هذا الوجه أخرجه الترمذي (٢/١٦٦ - طبع بولاق) ، لكن ليس فيه ذكر الصلاة، وزاد في آخره: فتاب الله عليهم؛ فأسلموا، فحَسُنَ إسلامهم. وقال: " حديث حسن ". ثم رواه هو، والطحاوي في " المشكل " (١/٢٣٦) من طريق ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر بنحوه. وقال: " حسن صحيح ". وقد أخرجه البخاري في (غزوة أحد) من " صحيحه " (٧/٢٩٣) ، والطحاوي أيضاً، وأحمد (٢/١٤٧) عن الزهري عن سالم عن أبيه: أنه سمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر؛ يقول: " اللهم! العن فلاناً وفلاناً "، بعدما يقول: " سمع الله لمن حمده، ربنا! ولك الحمد ". فأنزل الله عز وجل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} ، إلى قوله: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} .