قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية بين المؤلف -رحمه- الله هنا، واعتقد أهل السنة والجماعة في أن الرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية، ولم يذكر الرؤية قبل دخول الجنة والرؤية قبل دخول الجنة فيها ثلاثة أقوال لأهل العلم: القول الأول: أن المؤمنين يرون بهم في المحشر في الموقف في المحشر قبل دخول الجنة لا يراه إلا المؤمنون خاصة. القول الثاني: أنه يراه المؤمنون يراه أهل الموقف جميعًا مؤمنهم وكافرهم، ثم يحتجب عن الكفرة فلا يرونه بعد ذلك. القول الثالث: أنه يراه المؤمنون والمنافقون لما ثبت في حديث الصحيح في صحيح البخاري بل في الصحيحين: من أن الكفرة يساقون إلى النار وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، وأن الله يتجلى لهم هذه ثلاثة أقوال لأهل العلم، لا يراه إلا المؤمنون في المحشر يراه أهل الموقف مؤمنهم وكافرهم، ثم يحتجب عن الكفرة فلا يرونه بعد ذلك يراه المؤمنون والمنافقون، أما رؤية المؤمن لربه في الجنة هذه لا شك فيها خاصة لأهل الجنة بعد الموقف، ومسألة الرؤية من أشرف مسائل أصول الدين، وهي رؤية الله في الآخرة رؤية الله رؤية المؤمنين لربهم في الجنة من أشرف مسائل أصول الدين، وهي التي لأجلها شمر المشمرون وتنافس المتنافسون، ولأجلها حرم الذين هم عن ربهم محجوبون وعن بابه مطرودون، مسألة الرؤية من المسائل العظيمة، وهي من المسائل التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين المخالفين لهم من أهل البدع كمسألة الكلام، وكذلك أيضًا مسألة العلو، علو الله فوق سماواته فوق عرشه، هذه المسائل الثلاث وهذه الصفات الثلاثة هي العلامة الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع، خذوها قاعدة من أثبت رؤية الله في الآخرة، وأثبتت كلام الله، وأن الله يتكلم بحرف وصوت، وأن كلام الله لفظ ومعنى، وأثبتت رؤية الله في الآخرة فهو من أهل السنة، ومن أنكرها أو نفاها فهو من أهل البدعة، نعم. الرؤية والكلام والعلو من أثبتها فهو من أهل السنة الرؤية والكلام والعلو هذه الصفات الثلاث من أثبتها فهو من أهل السنة، من أثبت رؤية الله في الآخرة وأثبت كلام الله وأن الله يتكلم بحرف وصوت وأن كلام الله لفظ ومعنى، وأثبت العلو وأن الله فوق السماوات مستو على عرشه بائن من خلقه فهو من أهل السنة، ومن أنكرها فهو من أهل البدع، هذه هي العلامة الفارقة بين أهل السنة والجماعة، ومسألة الرؤية مسألة أيضا اشتد النزاع فيها مثل الكلام بين أهل السنة وبين أهل البدع، فأهل البدع لهم مصنفات ومؤلفات الأشاعرة لهم مؤلفات والمعتزلة لهم مؤلفات والخوارج الإباضية لهم مؤلفات فهم يستعرضون أدلة أهل السنة ويرددون عليها، كما أننا نستعرض أدلة الخوارج والمعتزلة وأدلة الأشاعرة ونرد عليها. هم كذلك يستعرضون الأدلة التي نستدل بها ويردون عليها، ولهم مؤلفات قد وزعت بعض الرسائل من سنتين، بعض الطوائف وزعوا رسالة في المسجد الحرام فيها نفي الرؤية ونفي الكلام ونفي العلو والفوقية ويقولون: إن هذا هو الحق فيردون على أهل السنة ويسمون أنفسهم أهل الحق والاستقامة، فلا تظنون أن بحث مثل هذه المسائل ليس بعيدا عنا بل هم موجودون الآن الذين يتبنون نفي الرؤية من المعتزلة والخوارج الإباضية وكذلك الكلابية والأشعرية، هم موجودون الآن موجودون بين أظهرنا، ولهم مؤلفات موجودون في القديم والحديث؛ ولذلك ينبغي على طالب العلم والحريص على اتباع السنة ومنهج السلف الصالح وأهل السنة والجماعة، إذا أطلق السلف الصالح المراد هم الصحابة والتابعون أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية وهم الطائفة المنصورة وهم السلف الصالح وأتباعهم بإحسان. س: بعض الإخوان يسأل عن السلف وعن السنة أو عن السلفية إذا أطلقت وحدها قد تكون فرقة ينظر هل هي ملتزمة بالسنة أو غير ملتزمة بها؟