من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة نشهد له بالجنة، ومن لم يشهد له بالجنة لا نشهد له، نشهد بالجنة للمؤمنين على العموم، أما التعيين فلان بن فلان ما نشهد له بالجنة، إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم فهؤلاء العشرة مشهود لهم بالجنة، فأهل السنة يعتقدون أنهم من أهل الجنة، وهم الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح وهو أمين هذه الأمة، والزبير بن العوام هؤلاء هم العشرة المشهود لهم بالجنة فنشهد لهم بالجنة. هذا معتقد أهل السنة والجماعة، ولهم مناقب كثيرة، أما الرافضة فإنهم لا يشهدون لهم بالجنة بل يكرهون هؤلاء، يكرهون العشرة المبشرين بالجنة الرافضة بل من شدة كراهيتهم لهم يكرهون لفظ العشرة وفعل العشرة حتى العدد يكرهونه، عدد العشرة يكرهونه ولفظ العشرة يكرهونه من شدة كراهيتهم للعشرة المبشرين بالجنة. والرافضة يستبدلون بالعشرة اثني عشر إماما، اتفق أهل السنة على تعظيم هؤلاء العشرة المبشرين بالجنة، وتقديمهم لما اشتهر من فضائلهم ومناقبهم، والرافضة تكره تبغض هؤلاء العشرة وتكره لفظ العشرة وتكره فعل شيء يكون عشرة، وسببه كونهم يبغضون خيرة الصحابة، وهم العشرة المشهود لهم بالجنة، وإن كانوا يستثنون عليا - رضي الله عنه - من العشرة وهذا من جهل الرافضة. والرد عليهم من ثلاثة أوجه الرد عليهم في كراهيتهم للعشرة: الأول: تناقضهم في بغض التسعة من العشرة وموالاتهم للتسعة ولفظ التسعة، الرافضة متناقضون ما وجه التناقض؟ كونهم يكرهون العشرة يكرهون لفظ العشرة عدد العشرة لماذا؟ من شدة كراهتهم للعشرة المبشرين بالجنة، وهم مع ذلك يستثنون عليا من العشرة، فيكون الباقي كم تسعة ومع ذلك يبغضون التسعة ومع ذلك يوالون التسعة، ولفظ التسعة إذا حذفت إذا نزل عليّ من العشرة كم يبقى؟ يبقى تسعة، كان الأولى أنهم يبغضون التسعة ما يبغضون العشرة ومع ذلك هم يولون التسعة ولفظ التسعة، أليس هذا تناقض تناقض فهم يبغضون العشرة ولفظ العشرة؛ لكونهم يبغضون العشرة المبشرون بالجنة ثم يستثنون عليا فيكون الباقي تسعة، ثم يولون التسعة، ولفظ التسعة. فمن العجب أنهم يوالون لفظ التسعة وهم يبغضون التسعة من العشرة ويبغضون سائر المهاجرين والأنصار من السابقين الأولين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة يبغضون حتى المهاجرين والأنصار كلهم، والله قد رضي عنهم وأخبر -عليه الصلاة والسلام- (أنه لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة) وذكر العلة في عدم دخول حاطب النار أنها شهود بدر والحديبية، والعشرة المشهود لهم بالجنة منهم. الوجه الثاني من الرد على الرافضة: نقول: إن المعنى لا يؤثر في اللفظ والأعداد لا تمدح ولا تذم حتى لو فرضنا أنكم تكرهون العشرة أنكم تكرهون العشرة المبشرين بالجنة ما علاقة العدد؟ العدد لا يمدح ولا يذم والمعنى لا يؤثر في اللفظ والأعداد لا تمدح ولا تذم فلو فرض في العالم عشرة من أكفر الناس لم يهجر هذا الاسم بذاته كما لم يقتض هجر اسم التسعة مطلقا قول الله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (٤٨) } فالله ذم التسعة من قوم صالح ولم يقتض ذلك هجر التسعة لا منا أهل السنة ولا من الرافضة. الرد الثالث: أن اسم العشرة قد مدح الله سماه لفظا ومعنى في مواضع من القرآن الكريم من ذلك قول الله تعالى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} وقوله: {* وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} وقوله سبحانه: {وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) } وكان -عليه الصلاة والسلام- يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وكان يقول في ليلة القدر (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان) وقال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من أيام العشر) يعني عشر ذي الحجة.