للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته


في هذا أن الله -سبحانه وتعالى- أمر العباد بطاعته ونهاهم عن معصيته، ذكر هذا بعد الخلق والقدر، ذكر الشرط لبيان أن الله -سبحانه وتعالى- خلق الخلق لعبادته وتوحيده وطاعته لما ذكر أن خلقهم أن الله -تعالى- خلق الخلق بعلمه قال:: وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته، ففيه بيان أن الله خلق العباد لتوحيده وطاعته كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) } ومعنى يعبدون يوحدون، التوحيد بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، قال سبحانه: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (٢) } الله -تعالى- خلق الخلق لعبادته وتوحيده وطاعته أمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته، وهذه هي العبادة التي خلق الخلق من أجلها، العبادة أن تمتثل للأوامر وتجتنب النواهي وتقف عند الحدود، وتستقيم على دين الله، هذه هي العبادة التي خلق الخلق لتوحيد الله وطاعته، طاعة الأوامر، واجتناب النواهي، فعل الأوامر الواجبة والمستحبة، ترك النواهي المحرمة والمكروهة. نعم.

<<  <   >  >>