للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا


يعني لا ندخل في ذلك في الكيفية بأن نتوهم بأهوائنا نتوهم بظنوننا وأهوائنا كما توهمت المعتزلة فهم توهموا بأهوائهم وظنونهم أنه يلزم من رؤية الله أن يكون جسمًا، أو أن يكون متحيزًا، وأن يكون محدودًا، قالوا: لو أثبت رؤية الله للأبصار للزم من ذلك أن يكون الله في جهة وأن يكون محدودًا، وأن يكون جسمًا، وأن يكون متحيزًا، هذا توهم، توهم بظنونهم وأهوائهم، فلما توهموا هذا التوهم نفوا الرؤية، وتأولوا بآرائهم، وقالوا: معناه العلم فلا نكون بذلك متوهمين بأهوائنا، ولا متأولين بآرائنا كما يفعل نفاة الرؤية كالمعتزلة توهموا بظنونهم معنى باطلًا للرؤية، ثم نفوها وأثبتوا لها معنًى باطلا بآرائهم فتوهموا أولا بظنونهم ثم تأولوا معنى بآرائهم لما توهموا أنه يلزم من الرؤية رؤية الرب بالعين أن يكون جسمًا ومتحيزًا، نفوا ذلك، ثم أثبتوا معنى للرؤية بآرائهم وأهوائهم، وقالوا: معناه العلم. نعم.

<<  <   >  >>