فلا يصح الإيمان بالرؤية لمن توهمها بوهم يعني: توهم بظنه أن رؤية الله تشبه أن الله يُرى على صفته يماثل أحدا من خلقه هذا توهم يظن ثم بعد ذلك إن أثبت هذا التوهم صار مشبها، وإن نفى الرؤية من أجل هذا الوهم صار معطلا أو تأولها بفهم يعني: تأول الرؤية بفهم يفهمه يعني: ادعى أن لها فهما يخالف ظاهرها ويخالف ما يفهمه العرب فحرّف الرؤية وسمى تحريفه تأويلا كما فعلت المعتزلة تأولوا الرؤيا بالعلم أولها بفهم أو لا توهموا بظنونهم وأهوائهم أنه يلزم من إثبات رؤية الله بالآخرة أن يكون الله شبيها بالمخلوقين، وأن يكون جسما وأن يكون متحيزا وأن يكون محدودا، توهموا هذا التوهم، ثم نفوا هذا التوهم، وتأولوا الرؤية بفهم خاطئ بفهم منحرف، وقالوا: إن معنى الرؤية هي العلم فهم توهموا أولا، ثم تأولوا وحرفوا ثانيا فلا يصح الرؤية بالإيمان لمن اعتبرها بوهم لمن توهم أنه يلزم من الرؤية كذا وكذا وأن يكون الله يشابه المخلوقين، ثم يتأولها بفهم ويقول: إن معناه الرؤية العلم وهذا ليس تأويلا صحيحا، وإنما هو تحريف سماه أهله تأويلا. نعم ومن أبى إلا تحريف أدلة الرؤية وسمى هذا التحريف تأويلا كما فعلت المعتزلة فإنهم يفتحون بابا للملاحدة للباطنية فتحوا بابا للباطنية فأولوا نصوص المعاد والجنة والنار والحساب فقالوا: إن الجنة إن المعاد هذا خيال ليس صحيحا والجنة والنار خيال، فلما قال لهم المعتزلة وأهل الكلام: نصوص المعاد ثابتة نصوص الجنة والنار صحيحة ثابتة بالأدلة القطعية ومعناها واضح، قال لهم الباطنية: أنتم أولتم نصوص الرؤية ونصوص الرؤية ثابتة ومعناها ثابت فما الذي يبيح لكم أن تتأولوا نصوص الصفات ويمنعنا من تأويل نصوص المعاد والجنة والنار؟ ففتحوا بابا للملاحدة فأولوا نصوص المعاد والجنة والنار والحساب، وهذا هو الذي أفسد الدنيا والدين، وهكذا فعلت اليهود والنصارى في نصوص التوراة والإنجيل، وقد حذرنا الله أن نفعل مثلهم وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم نعم.