فالواجب على الإنسان ألا يطلب شيئًا ممنوعًا منه، أنت مُنِعت من علم الكيفية، ما تستطيع أن تصل إلى علم كيفية الصفات اتصاف الرب بالصفة ممنوع من أن تطلب علم كيفية الذات ذات الرب ممنوع من ما تعلم حقائق الآخرة، فإذا طلبت هذا الشيء، أو لم تقنع بالتسليم فإن طلبك هذا يحجبك عن المعرفة الصحيحة، ويحجبك عن حقيقة التوحيد ويحجبك عن صحة الإيمان، فيكون في إيمانك دخن، وسبب الإعراض، وسبب اختلال كثير من الناس هو الإعراض عن كل كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم والاشتغال بكلام اليونان، والآراء المختلفة. ولهذا يُسمَّون أهل الكلام، وإنما سُمّوا أهل كلام؛ لأنهم لم يشيدوا علمًا لم يكن معروفا، وإنما أتوا بزيادة كلام لا يفيد وهما يضربونه من القياس لإيضاح ما عُلم من الحس، وإن كان هذا القياس وأمثاله امتحنوا به في موضع آخر ومع من ينكر الحس. نعم.