فالمسألة: الصحابة فيهم ثلاث مذاهب من الناس. المذهب الأول: مذهب أهل السنة، مذاهب الناس في الصحابة ثلاثة: المذهب الأول: مذهب أهل السنة والجماعة من الصحابة، وهو أنهم يوالون الصحابة كلهم وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف لا بالهوى والتعصب، إذ إنه من البغي الذي هو مجاوزة الحد فهم يحبون الصحابة، ولا يغلون ويفرطون في حب أحد منهم، ولا يتبرءون من أحد منهم ويبغضونه ويبغضون من يبغضهم. أما المذهب الثاني: هو مذهب الشيعة والرافضة فمذهب الشيعة مذهب الرافضة البراءة من الصحابة يتبرءون منهم ويبغضونهم، ويتولون أهل البيت ويغلون فيهم ويجاوزون الحد في حبهم، علي وفاطمة والحسن والحسين يسرفون في حبهم حتى يعبدونهم مع الله، والشيعة أكثر من عشرين فرقة منهم ست فرق من الزيدية والرافضة من غلاة الشيعة وعند الرافضة لا ولاء إلا ببراء، انتبهوا للجملة هذه يقولون لا ولاء إلا ببراء. ومعنى هذه الجملة أي لا يتولى أهل البيت حتى يتبرأ من أبي بكر وعمر لا ولاء إلا ببراء ربطوا هذه بهذه، لا ولاء إلا ببراء يعنى لا يمكن أن تتولى أهل البيت حتى تتبرأ من أبي بكر وعمر، لا ولاء إلا ببراء، لا يتولى أهل البيت حتى يتبرأ من أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- ومن ماثلهم كعثمان وعائشة. أما مذهب الشيعة عموما غير الرافضة فهو الغلو في أهل البيت وقد لا يتبرءون من الصحابة، أما الرافضة فإنهم يتبرءون من الصحابة مع الغلو في أهل البيت، الغلو فيهم أهل البيت يعني يغلونهم حتى يعبدونهم يعبدونهم مع الله إلا من نفر قليل. وأما بقية الصحابة يتبرءون منهم إلا من نفر قليل نحو بضعة عشر رجلا وهم الذين والوا علي وسموا رافضة من الرفض، وهو الترك لتوليهم أهل البيت ورفضهم للصحابة، وأصل تسميتهم بالرافضة لرفضهم مجلس زيد بن علي حينما رفض الطعن في أبي بكر وعمر. الخصلة التي فضل بها اليهود والنصارى الرافضة هي اليهود والنصارى فاقوا على الرافضة في خصلة وهي أنه قيل لليهود من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب عيسى، وقيل للرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد ولم يستثنوا منهم إلا القليل كعلي وعمار وفيمن سبوهم من هو خير ممن استثنوهم بأضعاف مضاعفة كأبي بكر وعمر وعثمان. المذهب الثالث: مذهب الخوارج والنواصب في الصحابة مذهبهم ضد مذهب الرافضة، وهو بغض أهل البيت وعداوتهم وسموا نواصب؛ لأنهم نصبوا العداوة لأهل البيت وسموا خوارج؛ لأنهم خرجوا على علي وتبرءوا منه بعد مسألة التحكيم وتبرءوا من عثمان بعد تقريبه أقربائه لاعتقادهم بذلك أنهم فسقوا وعصوا الله وما عداهم من الصحابة؛ فلا يتبرءون إلا ممن يفسق في نظرهم. أما أهل السنة فوسط، أهل السنة مذهبهم وسط يتولون الصحابة جميعا أهل البيت وغير أهل البيت، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف لا بالهوى والتعصب فهم يحبون الصحابة ولا يغلون ولا يفرطون في حب أحد منهم كالشيعة والرافضة ولا يتبرءون من أحد منهم كالخوارج والنواصب ويبغضون من يبغضهم. وعند أهل السنة الشهادة بدعة والبراءة بدعة، عند أهل السنة يقولون: الشهادة بدعة والبراءة بدعة، ومعنى الشهادة أن يشهد على معين من المسلمين أنه من أهل النار، أو أنه كافر بدون العلم بما ختم الله به، وأما مع العلم بما ختم الله فيحكم. وأما مع العلم فلا بأس كأبي لهب وأبي جهل نعلم أنه حكم لهما بالنار فهما من أهل النار. ومعنى البراءة: البراءة من أبي بكر وعمر بدعة، ومما يلحق بهذا البحث مسألة السابقون الأولون مَن هم السابقون الأولون من الصحابة؟ اختلف العلماء فيهم على قولين: القول الأول: أن السابقون الأولون هم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، والمراد بالفتح صلح الحديبية، وأهل بيعة الرضوان كلهم منهم، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، الذين أنفقوا من قبل الفتح يعني الذين أسلموا قبل صلح الحديبية وأنفقوا هؤلاء هم السابقون الأولون. القول الثاني: أن السابقون الأولون هم من صلى إلى القبلتين بيت المقدس والكعبة. والقول الأول أصح وأرجح، الدليل على الترجيح: