من هو الكاهن والعراف والمنجم؟ الكاهن هو الذي يدعي علم المغيبات في المستقبل، يقال له: كاهن يدعي علم الغيب في المستقبل، أو يخبر عما في الضمير، ويكون له رائيّ من الجن يأتيه ويخبره، يقال له: كاهن، يدعي الغيب عن طريق هذا الرائي الذي يخبره، والعراف هو الذي يدعي معرفة ما في الضمير، أو الذي يدعي معرفة المسروق، ومكان الضالة يدعي علم الغيب، يدعي أنه يعرف المسروق ومكان الضالة، ويدعي الغيب، ويدعي معرفة ... إما يدعي أنه قيل: هو من يدعي معرفة ما في ضميره، ولا نعرف ما في ضميره، هذا دعوته أو يعرف مكان المسروق أو مكان الضالة بغير يعني: سبب معروف، كالقائف الذي يعرف القيافة، أوهو الذي يعرف الأثر هذا لا يدخل في هذا، لكن هذا بالغيب يدعي علم الغيب عن طريق معرفة مكان المسروق، ومكان الضالة والمنجم يدعي علم الغيب عن طريق معرفة النجوم، ويستدل بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية. والساحر هو الذي يعقد عقدا، وينفخ فيها مستعينا على ما يريد بالشياطين، وكل من الكاهن والعراف والمنجم والساحر كلهم كفرة إذا كانوا يدعون الغيب، لكن طرقهم متعددة، يجمعهم شيء واحد، وهو أنهم يدعون الغيب أو يتكلمون فيها، ولو بالتخييل أو بالتخمين. فالذي يدعي معرفة ما في المستقبل، والذي يضرب بالرمل، والذي يخط في الرمل، والذي يضرب بالحصى، والذي يكتب: أبجد هوز، والذي يدعي معرفة النجوم، والذي يستخدم الجن، والذي يفتح الكتاب، ويحضر الجن، فكل هؤلاء إذا كانوا يدعون الغيب، فهم كفرة كل من عنده وسائل بها يدعي معرفة المغيبات كليا أو جزئيا، فهو كاهن وعراف وساحر. السحر في اللغة عبارة عما دق وخفي ولطف سببه، الشيء الخفي، ومنه سمي السحر سحرا؛ لأنه يقع خفيا آخر الليل، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم (إن من البيان لسحرا) يسمى الكلام الفصيح سحرا، ومن ذلك النمام الذي يظهر النصح، ويبطن الشر والفساد، ويوقع بين الناس العداوة، يسمى سمي في الحديث من السحر نوع من السحر: ألا أنبئكم العضه هي النميمية القالة بين الناس. وأما السحر شرعا واصطلاحا، فهو عزائم ورقى وعقد، تؤثر في القلوب والأبدان، فتمرض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه، فإذا الساحر هو الذي يعقد عقدا أو ينفخ فيها مستعينا على الوصول إلى ما يريد بالشياطين. حكم السحر الاستقسام بالأزلام والضرب بالحصى، والخط بالرمل حكم السحر بالإقدام عليه تعلما وتعليما وفعلا محرم بالاتفاق، ثم اختلف في التحريم، هل يصل إلى درجة الكفر؟ . ومحل الخلاف ما إذا لم يتضمن سحره كفرا، فإن تضمن سحره كفرا كنداء الجن أو غيره، فهو كفر بالاتفاق، فالجمهور كمالك وأبي حنيفة وأحمد يقولون: الساحر كافر مطلقا، يقولون: الساحر كافر، ويستدلون بقوله تعالى: {إِنَّمَا ك`ّ tw عز وجل فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} قال أصحاب أحمد: إلا أن يكون سحره في ... وفي أشياء تضر فإنه لا يكفر. أما الشافعي -رحمه الله- فإنه يفصل يقول: إن تضمن سحره كفرا فهو كافر، وإن لم يتضمن سحره كفرا، فإن استباحه كفر، وإن لم يستبح يكون مرتكبا لكبيرة كيف يتضمن سحره كفرا؟ يتقرب إلى الشياطين، ينادي الشياطين يخاطبهم، يتقرب إليهم، يذبح لهم يتقرب إليهم بما يريدون من البخور وغيره، أما إذا لم يفعل شيئا من ذلك، يقول: إن هذا إن استحله كفر وإن لم يستحله، فإنه يرتكب محرما كبيرا. واتفق العلماء على أنه إذا تضمن السحر كفرا، فهذا يكفر بالاتفاق، فالسحر محرم بالكتاب والسنة والإجماع، ثم قيل: إنه كفر فيقتل بكفره، وقيل: إن السحر ليس بكفر، بل هو كبيرة، فيقتل حدا منعا لشره، لا لكفره كما قال الإمام الشافعي، والضرب بالحصى والخط بالرمل إذا ادعى صاحبه علم المغيبات، أو معرفة النجوم، فحكمه حكم السحر والاستقسام بالأزلام حكمه محرم وكبيرة؛ لأنه ميسر، لأنه من الميسر والقمار. أنواع النجوم التي من السحر نوعان: أحدها علمي، وهو الاستدلال بحركات النجوم على الحوادث من جنس الاستقسام بالأزلام، وهذا محرم وكبيرة. والثاني عملي هذا محرم وكبيرة، والثاني عملي، وهو الذي يقولون: إنه القوة السماوية للقوة المنفعلة الأرضية كطلاسم ونحوها، وهذا من أرفع أنواع السحر. حكم الساحر وحده: جمهور العلماء وأكثرهم يوجبون قتل الساحر، وأنه كافر، جمهور العلماء يوجبون قتل الساحر لكفره، فيقولون: حده القتل، وحكمه الكفر، حكمه الكفر، وحده القتل. وقال آخرون: إنما يقتل حدا لدفع شره وفساده، لا لكفره.