وأما الميزان، فإنه يجب الإيمان به كأخذ الصحف، وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع والأدلة على إثبات الميزان كثيرة قول الله تعالى:{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ}{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٢) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (١٠٣) } {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩) } واختلف العلماء هل في يوم القيامة ميزان واحد، أو موازين متعددة والأشهر أنه ميزان واحد لجميع الأمم ولجميع الأعمال، كِفتاه كأطباق السماوات والأرض، وقيل إنه لكل أمة ميزان، وقال الحسن البصري: لكل واحد من المكلفين ميزان، ومن قال: إنه ميزان واحد أجاب عن الآيات بأن المراد الموزونات، فجمع باعتبار تنوع الأعمال الموزونة.
وأهل السنة يؤمنون بأن الميزان الذي توزن به الحسنات والسيئات حق، قالوا: وله لسان وكفتان توزن بهما صحائف الأعمال، وهو ميزان حسي، وذهب بعض المبتدعة كالمعتزلة وبعض الملحدين إلى أن الميزان أمر معنوي، قالوا: والمراد به العدل.
شبهتهم: قال المعتزلة: الأعمال أعراض لا تقبل الوزن، ومثلها يوزن بميزان معنوي، هو العدل، وإنما يقبل الوزن الأجسام، قالوا: والله لا يحتاج إلى الميزان، ولا يحتاج إلى الميزان إلا البقال والفوال، أما الله فلا يحتاج إلى الميزان، هكذا المعتزلة حرفوا النصوص بأهوائهم، رد عليهم أهل السنة بأن الله يقلب الأعراض أجساما، كما في حديث البراء بن عازب، أن العمل يمثل في القبر لصاحبه إنسانا حسنا، أو قبيحا، مع أن العمل معنوي وكما في حديث أبي هريرة:(يؤتى بالموت كبشا أغر، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة فيشرئبون، وينظرون، ويقال: يا أهل النار، فيشرئبون، وينظرون، ويرون أن قد جاء الفرج، فيذبح الموت كالكبش) وهو معنوي، فكذلك الميزان، كذلك الله تعالى يقلب الأعمال أجساما، فتوزن، ويوزن الشخص، توزن الأعمال، ويوزن الشخص، يعني (يؤتى بالرجل العظيم السمين لا يزن عند الله جناح بعوضة) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (في دقتي ساقي ابن مسعود، إنهما، لهما في الميزان أثقل يوم القيامة من جبل أحد) ويوزن الشخص، وتوزن الأعمال، ومنشأ ضلال هؤلاء المعتزلة وغيرهم قياس أحوال الآخرة على أحوال الدنيا، والذي دلت عليه السنة أن ميزان الأعمال حسي له كفتان حسيتان مشاهدتان.
ومن ذلك حديث البطاقة أنه يؤتى برجل، ويخرج له تسعة وتسعون سجلا، كل سجل مد البصر سيئات، ثم يؤخذ له بطاقة فيها الشهادتان، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فتوضع السجلات في كفة، وتوضع البطاقة في كِفة، فطاشت السجلات من كثرة البطاقة، فنجي وسلم، وغفر الله له.
نعم.
والترتيب في الميزان والحوض والصراط والحساب، الصواب أن مراتب البعث والمعاد والصراط، أنها أولا المعاد والبعث والنشور، ثم القيام لرب العالمين، ثم الحوض، ثم العرض، ثم تطاير الصحف وأخذها باليمين والشمال، ثم الميزان، ثم الورود على الصراط، ثم الجنة نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة.
الميزان عند أهل الحق ميزان حسي له كفتان عظيمتان، والأدلة على إثبات الميزان منها قول الله تعالى:{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} وقوله: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} قوله: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٢) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (١٠٣) } وقوله: {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩) } اختلف العلماء هل في موقف القيامة، ميزان واحد أم موازين متعددة؟ فالأشهر أنه ميزان واحد لجميع الأمم، ولجميع الأعمال كفتاه كأطباق السماوات والأرض، وقيل: إنه لكل أمة ميزان، وقال الحسن البصري: لكل واحد من المكلفين ميزان. قال بعضهم: الأظهر إثبات موازين يوم القيامة، لا ميزان واحد استدلالا بالآية السابقة {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ}{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} ومن قال إنه ميزان واحد، أجاب على الآيات بأن المراد الموزونات، فجمع باعتبار تنوع الأعمال الموزونة، فلا بد للمؤمن الإيمان بالميزان، الذي توزن به الحسنات والسيئات، وأنه حق وأن له لسانا وكفتين توزن به صحائف الأعمال.
الخلاف في الميزان هل هو حسي، أو معنوي؟
ذهب بعض المبتدعة كالمعتزلة وبعض الملحدين المعاندين إلى أن الميزان أمر معنوي، والمراد به العدل.