طريقة فرق الضلال في الوحي، هذا المبحث آخر مبحث وهو مهم وهي طريقة فرق الضلال في الوحي فرق الضلال المنحرفين لهم طريقة في الوحي، ما هو الوحي؟ ما أنزله الله على رسوله من القرآن والسنة ما هي طريقتهم في الوحي، طريقة الضلال في الوحي لهم طريقتان، انتبهوا وكل طريقة تتفرع، الطريقة الأولى طريقة فرق الضلال في الوحي وهو الكتاب والسنة ما أنزله الله على رسوله من الوحي من القرآن ومن السنة، السنة وحي ثان, أهل الضلال لهم طريقتان في هذا الوحي وهو الكتاب العزيز والسنة المطهرة، طريقتان:
الطريقة الأولى: طريقة التبديل.
والطريقة الثانية: طريقة التجهيل طريقة التبديل، والثانية طريقة التجهيل.
أهل التبديل نوعان أهل التبديل نوعان:
النوع الأول ل أهل الوهم والتخييل.
والنوع الثاني أهل التحريف والتأويل، هذا تقسيم الطريقة الأولى. والطريقة الثانية يأتي تقسيمها.
أهل الوهم والتخييل هم المتفلسفة ومن سلك سبيلهم من متكلم ومتصوف ومتفقه مذهبهم في الله واليوم الآخر يقولون: إن ما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم من أمر الإيمان بالله واليوم الآخر، إنما هو تخيل للحقائق لينتفع الجمهور به لا أنه بيَّن به الحق ولا هدى به الخلق، ولا أوضح به الحق هذا خيال، هذا خيال الذي ذكره الرسول من الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والبعث والنشور والجنة والنار فهذا خيال قاله للناس يخيل للناس حتى ينتفعوا وحتى يتعايش الناس ولا يعتدي بعضهم على بعض دون لا حقيقة له، فالجنة والنار والبعث والجزاء هذا كله خيال يقولون: إنما تخيل للحقائق لينتفع الجمهور به لا أنه بين به الحق ولا هدى به الخلق ولا أوضح به الحقائق.
وهم طائفتان أهل التخييل: الأولى يقولون: إن الرسول، أو الرسل لم يعلموا الحقائق على ما هي عليه، ما يعلمون الحقائق التي جاءت في الكتاب والسنة قالوا: إن الرسل، أو الرسول لم يعلموا الحقائق على ما هي عليه واعتقدوا خلاف الحقائق ويقولون: إن من المتفلسفة الإلهية من علمها، وكذلك من الأشخاص الذين يسمونهم الأولياء من علمها، ويزعمون أن من الفلاسفة والأولياء من هو أعلم بالله واليوم الآخر من المرسلين.
وهذه مقالة غلاة الملحدين من الفلاسفة والباطنية باطنية الشيعة وباطنية الصوفية الثانية يقولون: إن الرسول علم الحقائق لكن لم يبينها وإنما تكلم بما يناقضها قالوا الرسول يعرف الحقائق لكن تكلم بضدها وإنما تكلم بما يناقضها وأراد من الخلق فهم ما يناقضها لأن مصلحة الخلق في هذه الاعتقادات التي لا تطابق الحق فهم يقولون: إن الرسل بينوا للناس النصوص من العبادات واليوم الآخر والجنة والنار ليعملوا بها ولا واقع لها، ولكنهم قصدوا إيهام الجمهور والتخييل عليهم بأن الله شيء عظيم كبير، وأن الأبدان تعاد، وأن لهم نعيما محسوسا وعقابا محسوسا ليحملوهم على ما يصلح حالهم، وإن كان كذبا فهو كذب لمصلحة الجمهور.
يقولون: الأنبياء كذبوا للناس، كذبوا للناس ما كذبوا عليهم، كذبوا لهم ولا يكذبوا عليهم لمصلحتهم، وقد وضع ابن سينا وأمثاله قانونهم على هذا الأصل كالقانون الذي ذكره في رسالته الأضحوية خلاصة مذهبهم يقولون: إن الرسل يعرفون الحقائق لكنهم مَوَّهُوا على الناس لمصلحتهم أما الأعمال فمنهم من يقرها، ومنهم من يجريها هذا المجرى، ويقولون: إنما يؤمر بها بعض الناس دون بعض ويؤمر بها العامة دون الخاصة فهذه طريقة الباطنية الملاحدة الإسماعلية، ونحوهم.
النوع الثاني من أهل التبديل: أهل التحريف والتأويل، النوع الثاني من أهل التبديل يسمون أهل التحريف والتأويل مذهبهم يقولون: إن الأنبياء لم يقصدوا بنصوص المعاد واليوم الآخر، والصفات ما هو في نفس الأمر حق، وأن الحق هو ما علموه، قالوا: إن الأنبياء لم يقصدوا بنصوص المعاد واليوم الآخر وبنصوص الصفات ما هو في نفس الأمر حق، وأن الحق هو ما علموه بعقولهم، ثم يجتهدون في تأويل هذه الأقوال إلى ما يوافق رأيهم بأنواع التأويلات، ولهذا أكثرهم لا يجزمون بالتأويل بل يقولون: يجوز أن يراد كذا، وغاية ما معهم إنكار احتمال اللفظ.
خلاصة مذهبهم يقولون: إن الأنبياء أتوا بنصوص ظاهرها باطل غير مراد والمقصود المعاني المجازية، وهي المعاني الباطلة ولم يبينوها للناس الأنبياء ما بينوها للناس بل تركوها إلي العقول فالرسول لم يقصد بها أن يعتقد الناس الباطل ولكن قصد بها معاني لم يبينها لهم ولا دلهم عليها لامتحانهم ليجتهدوا بعقولهم في صرفها عن مدلولها، وهذا القول قول المتكلمة والجهمية والمعتزلة والكلابية والسالمية والكرامية والشيعة بنصوص الصفات.