كما أُثر عنه أنه -صلى الله عليه وسلم- شاهد رجلًا تورمت يده من العمل فابتهج قائلًا:((هذه يد يحبها الله ورسوله)).
ولقد سما الإسلام بفريضة العمل إلى مستوى الفريضة الدينية؛ إذ أنه ربط الإيمان دائمًا بالعمل الصالح أي: العمل النافع للفرد وللجماعة معًا، فما من آية وردت بالقرآن الكريم وذكر بها الإيمان إلا واقترن ذكره بالعمل الصالح؛ إذ وردت آيات الذكر الحكيم في مواطن عدة يقول تعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}(البقرة: من الآية: ٢٥) مؤكدًا بذلك أن الإسلام عقيدة عمل وعمل عقيدة، وكما أن العمل فريضة فإنه أيضًا مصدر القيمة، فالإسلام حين جعل العمل فريضة عامة على الجميع رفع من شأنه، فلم يعد أمرًا محقرًا كما كان من قبل، بل أصبح مصدر قيمة الإنسان في هذه الحياة، ومناط مسئوليته، إذ يقول -سبحانه وتعالى-: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى}(النجم: ٣٩).
كما أن التفاوت في قيم البشر أساسه أعمالهم، سواء في الدنيا أو الآخرة، وفي ذلك يقول ربنا -سبحانه وتعالى-: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}(الأنعام: ١٣٢) فالعمل مصدر القيمة الإنسانية أي: أنه يجعل لصاحبه قيمة في المجتمع الذي يعيش فيه، إن الإنسان بعمله هو الذي يضفي على المادة قيمتها بما يجريه بشأنها من عمليات إنتاج، وتصنيع، وتداول، وتوزيع، واستعمال، واستهلاك، فالمادة ليست لها في ذاتها قيمة أي: أنه لن تكون لها قيمة إلا بالإنسان وبعمل الإنسان.
إذن: العمل الإنساني مطلوب لنفع الفرد ونفع المجتمع.