ربما جاءت مدينة الطائف إلى فكر الرسول -عليه الصلاة والسلام- كأول البدائل المتاحة لعدة عوامل إيجابية، نذكر منها:
١ - موقع الطائف الفريد حيث تقوم على مكان مرتفع بين مدن الحجاز، مما يوفر لسكانها المناخ الملائم إلى جانب الوفرة في الإنتاج الزراعي.
٢ - كانت الطائف مصيفًا لأهل مكة، ومكان تستثمر فيه أرباحها من التجارة.
٣ - كانت قبيلة ثقيف الطائفية عدو لدود لقبيلة قريش، تنافسها في المجالات الدينية والتجارية، وكان من المتوقع أن تسعى ثقيف للإسلام؛ لتتفوق به على عدوتها القديمة، وكان من المنطقي أن ترحب بهؤلاء المهاجرين الذين طردتهم قريش من ديارهم؛ ليكون شوكة في ظهر قريش في المستقبل، كانت هذه العوامل الإيجابية تمثل قوى دفع للرسول، وصحبه للهجرة إلى الطائف.
إلا أن هناك عوامل أخرى سلبية، كان يدركها -عليه الصلاة والسلام- وكان يرى أنها تقف عائقا في سبيل قبول أهل الطائف لدعوة الإسلام، ومن هذه العوائق:
كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يدرك أن لقبيلة ثقيف زعامة دينية في الطائف تعادل تلك التي كانت لقريش في مكة، وأن لها وثنا يسمى اللات، وأنهم أقاموا حوله حرما يشبه الكعبة، ودعوا الناس إلى الحج إليه، بل إنهم شجعوا أبرهة على هدم الكعبة، حتى يكون لهم وحدهم حج الناس من كل فجاج الأرض،