للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعمى قلوبهم، فنقموا على العرب أن يكون الرسول من بينهم؛ لأنهم كانوا يريدونه من بني إسرائيل، وكان الرسول يوقن من واقع معرفته بهم أنهم سيرفضون الدعوة، ويقاومونها ويحتالون عليها بكل الطرق.

٢ - في فترة الهدنة بين قبيلتي الأوس والخزرج، والتي واكبت الهجرة النبوية، اتفقت القبيلتان على إقامة حكومة مشتركة، تحكم يثرب ويرأسها زعيم الخزرج عبد الله بن أبي ابن سلول، وكان معنى قيام مجتمع إسلامي في المدينة القضاء على مثل هذه الحكومة، وهو مما يثير الحقد على الإسلام في قلب عبد الله بن أبي، وحاشيته، وبمنطق القائد المحنك، ورجل التخطيط الخبير، وازن الرسول بين العوامل الإيجابية، والعوامل السلبية، وتأكد أن الإيجابيات أكثر، وأن الفرصة مهيأة أكثر من أي وقت آخر للهجرة إلى المدينة، فبدأ في تهيئة المناخ، وإعداد الظروف الملائمة لتحقيق الهدف، فجاءت خطة الهجرة محكمة كل الإحكام، وواضحة كل الوضوح.

ويرى علماء التخطيط الإداري أن من عوامل نجاح أي خطة تقسيم المهام والإعمال، وتحديدها بدقة، حتى يعرف كلٌّ دوره فلا تتنازع الاختصاصات، ولا تتداخل، وفي نفس الوقت يتحقق تكامل بين هذه الاختصاصات حتى تؤدي في النهاية إلى تحقيق الهدف المرغوب، ولقد كانت المهام المطلوبة لنجاح خطة الهجرة هي:

١ - مهام الإعداد والتجهيز.

٢ - مهام الإعداد والتموين.

٣ - مهام الاستطلاع والتخابر.

<<  <   >  >>