أبي طالب ﵁:«والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم».
تفسح العلماء في بعض المباحات
ومما يعيبون به العلماء تفسح العلماء في بعض المباحات التي يتقوون بها على دراسة العلم.
وكذلك يعيبون جامع الأموال، ولو فهموا معنى المباح لعلموا أنه لا يذم فاعله، وغاية الأمر أن غيره أولى منه، أفيحسن لمن صلى الليل أن يعيب على من أدى الفرض ونام! ولقد روينا بإسناد عن محمد بن جعفر الخولاني قال: حدثني أبو عبد الله الخواص وكان من اصحاب حاتم الأصم قال: دخلنا مع حاتم البلخي إلى الري ومعه ثلاثمائة وعشرون رجلا من أصحابه يريد الحج، وعليهم الصوف والزرمانقات ليس فيهم من معه جراب ولا طعام، فنزلنا على رجل من التجار متنسك فضافنا تلك الليلة فلما كان من الغد قال حاتم: يا أبا عبد الرحمن لك حاجة فإني أريد أن أعود فقيها لنا هو عليل.
فقال حاتم: إن كان لكم فقيه عليل فعيادة الفقيه لها فضل كبير، والنظر إلى الفقيه عبادة، وأنا أجيء معك.
وكان العليل محمد بن مقاتل قاضي الري، فقال له: مر بنا يا أبا عبد الرحمن فجاؤوا إلى باب داره فإذا البواب فبقي حاتم متفكرا يقول: رب دار عالم على هذه الحال.
ثم أذن لهم فدخلوا فإذا بدار قوراء وآلة حسنة وبزة وفرش وستور، فبقي حاتم متفكرا ينظر حتى دخلوا إلى المجلس الذي فيه محمد بن مقاتل، وإذا بفراش حسن وطيء وهو عليه راقد، وعند رأسه مذبة وناس وقوف، فقعد الرازي وبقي حاتم قائما فأومأ إليه محمد بن مقاتل بيده أن اجلس، فقال حاتم: لا أجلس.
فقال له ابن مقاتل: فلك حاجة؟ قال: نعم.
قال: وما هي؟ قال: مسألة أسألك عنها.
قال: فاسألني.
قال حاتم: قم فاستو جالسا حتى أسألك عنها.
فأمر غلمانه فأسندوه.
فقال حاتم: علمك هذا من أين جئت به؟ فقال: حدثني الثقات عن الثقات من الأئمة.