بكار ثني إبراهيم بن المنذر ثنا أبو البحتري وهب عن طلحة المكي عن بعض علمائهم، أن رسول الله ﷺ مال ذات ليلة بطريق مكة إلى حاد مع قوم فسلم عليهم فقال:«إن حادينا نام فسمعنا حاديكم فملت إليكم، فهل تدرون أني كان الحداء؟ قالوا: لا والله.
قال إن أباهم مضر خرج إلى بعض رعاته فوجد إبله قد تفرقت فأخذ عصا فضرب بها كف غلامه فعدا الغلام في الوادي وهو يصيح يا يداه يا يداه فسمعت الإبل ذلك فعطفت عليه».
فقال مضر: لو اشتق مثل هذا لانتفعت به الإبل واجتمعت فاشتقت الحداء.
قال المصنف ﵀: وقد كان لرسول الله ﷺ حاد يقال له أنجشة يحدو فتعنق الإبل.
فقال رسول الله ﷺ:«يا أنجشة، رويدك سوقا بالقوارير» وفي حديث سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ إلى خيبر، فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنياتك.
وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقول يقول:
لا هم لولا أنت ما اهتديناولا تصدقنا ولا صلينا
فألقين سكينة عليناوثبت الأقدام إذ لاقينا
قال رسول الله ﷺ: من هذا السائق؟ قالوا: عامر بن الأكوع.
فقال: يرحمه الله.
قال المصنف ﵀: وقد روينا عن الشافعي ﵁ أنه قال: أما استماع الحداء ونشيد الأعراب فلا بأس به.
قال المصنف ﵀: ومن إنشاد العرب قول أهل المدينة عند قدوم رسول الله ﷺ عليهم.