أخبرنا أبو الحصين نا ابن المذهب نا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثني أبي ثنا أسود بن عامر نا أبو بكر عن أجلح عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ لعائشة ﵂: «أهديتم الجارية إلى بيتها؟ قالت: نعم.
قال: فهلا بعثتم معها من يغنيهم يقول:
أتيناكم أتيناكمفحيونا نحييكم
فإن الأنصار قوم فيهم غزل».
قال المصنف ﵀: فقد بان بما ذكرنا ما كانوا يغنون به وليس مما يطرب ولا كانت دفوفهن على ما يعرف اليوم.
ومن ذلك أشعار ينشدها المتزهدون بتطريب وتلحين تزعج القلوب إلى ذكر الآخرة ويسمونها الزهديات كقول بعضهم:
يا غاديا في غفلة ورائحاإلى متى تستحسن القبائحا
وكم إلى كم لا تخاف موقفايستنطق الله به الجوارحا
يا عجبا منك وأنت مبصركيف تجنبت الطريق الواضحا
فهذا مباح أيضا وإلى مثله أشار أحمد بن حنبل في الإباحة فيما أنبأنا به أبو عبد العزيز كاوس نا المظفر بن الحسن الهمداني نا أبو بكر بن لالي ثنا الفضل الكندي قال سمعت عبدوس يقول سمعت أبا حامد الخلفاني يقول لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله، هذه القصائد الرقاق التي في ذكر الجنة والنار أي شيء تقول فيها؟ فقال: مثل أي شيء؟ قلت: يقولون:
إذا ما قال لي ربيأما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقيوبالعصيان تأتيني
فقال: أعد علي، فأعدت عليه، فقام ودخل بيته ورد الباب - فسمعت نحيبه من داخل وهو يقول: