مسلم قال: كان سفيان لا يدع أمردا يجالسه.
وروى إبراهيم بن هانئ عن يحيى بن معين قال: ما طمع أمرد بصحبتي.
ولأحمد بن حنبل قال في طريق.
وبإسناد عن أبي يعقوب قال: كنا مع أبي نصر بن الحرث فوقفت عليه جارية ما رأينا أحسن منها فقالت: يا شيخ أين مكان باب حرب.
فقال لها: هذا الباب الذي يقال له باب حرب.
ثم جاء بعدها غلام ما رأينا أحسن منه، فسأله فقال: يا شيخ، أين مكان باب حرب فأطرق الشيخ رأسه.
فرد عليه الغلام السؤال وغمض عينيه فقلنا للغلام: تعال إيش تريد؟ فقال: باب حرب.
فقلنا له: هاهو بين يديك.
فلما غاب قلنا للشيخ: يا أبا نصر جاءتك جارية فأجبتها وكلمتها وجاءك غلام فلم تكلمه.
فقال: نعم يروى عن سفيان الثوري أنه قال: مع الجارية شيطان، ومع الغلام شيطانان فخشيت على نفسي من شيطانيه.
وبإسناد عن عبد الله بن المبارك يقول: دخل سفيان الثوري الحمام فدخل عليه غلام صبيح فقال: أخرجوه أخرجوه، فإني أرى مع كل امرأة شيطانا، ومع كل غلام عشرة شياطين.
وبإسناد عن محمد بن أحمد بن أبي القسم قال: دخلنا على محمد بن الحسين صاحب يحيى بن معين وكان يقال أنه ما رفع رأسه إلى السماء منذ أربعين سنة، وكان معنا غلام حدث في المجلس بين يديه، فقال له: قم من حذائي.
فأجلسه من خلفه.
وبإسناد عن أبي أمامة قال: وكنا عند شيخ يقرئ فبقي عند غلام يقرأ عليه فردت الانصراف فأخذ بثوبي وقال: اصبر حتى يفرغ هذا الغلام، وكره أن يخلو مع هذا الغلام.
وبإسناد عن أبي الروزباري قال: قال لي أبو العباس أحمد المؤدب: يا أبا علي من أين أخذ صوفية عصرنا هذا الأنس بالأحداث؟ فقلت له: يا سيدي أنت بهم أعرف، وقد تصحبهم السلامة لي كثير من الأمور.
فقال: هيهات قد رأينا من كان أقوى إيمانا منهم إذا رأى الحدث قد أقبل فر كفراره من الزحف وإنما ذلك حسب الأوقات التي تغلب الأحوال على أهلها فتأخذها عن تصرف الطباع ما أكثر الخطر ما أكثر الغلط.
صحبة الأحداث
وصحبة الأحداث أقوى حبائل إبليس التي يصيد بها الصوفية.
أخبرنا ابن